Автор Тема: Связь джиннов и людей  (Прочитано 11841 раз)

Оффлайн abu_umar_as-sahabi

  • Ветеран
  • *****
  • Сообщений: 10629
Re: Связь джиннов и людей
« Ответ #15 : 04 Июля 2024, 00:04:59 »
التخريج من المصادر العربية

صحيح البخاري (٢٣١١): وقال عثمان بن الهيثم أبو عمرو، حدثنا عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته، وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج، وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة»، قال: قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة، وعيالا، فرحمته، فخليت سبيله، قال: «أما إنه قد كذبك، وسيعود»، فعرفت أنه سيعود، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود، فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال، لا أعود، فرحمته، فخليت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك»، قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة، وعيالا، فرحمته، فخليت سبيله، قال: «أما إنه قد كذبك وسيعود»، فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات، أنك تزعم لا تعود، ثم تعود قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} ، حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما فعل أسيرك البارحة»، قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، فخليت سبيله، قال: «ما هي»، قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: 255]، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح – وكانوا أحرص شيء على الخير – فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة»، قال: لا، قال: «ذاك شيطان».

السراج المنير (سورة السبأ، الآية: ١٢): {ومن الجن} أي: الذي سترناهم عن العيون من الشياطين وغيرهم عطف على الريح أي: وسخرنا له من الجن {من يعمل بين يديه} أي: قد أمكنه الله تعالى منهم غاية الإمكان في غيبته وحضوره {بإذن} أي: بأمر {ربه} أي: بتمكين المحسن إليه {ومن يزغ} أي: يمل {منهم عن أمرنا} أي: عن أمره الذي هو من أمرنا {نذقه من عذاب السعير} أي: النار أي: في الآخرة وقيل: في الدنيا بأن يضربه ملك بسوط منها ضربة يحرقه، وهذا كما أمكن نبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك العفريت فخنقه وهم بربطه حتى تلعب به صبيان المدينة، ثم تركه تأدباً مع أخيه سليمان عليه السلام فيما سأل الله تعالى فيه، وأما الأعمال التي يدور عليها إقامة الدين فأغناه الله تعالى فيها عن الجن بالملائكة الكرام عليهم السلام وسلط جمعاً من صحابته على جماعة من مردة الجان منهم أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: «لما وكله النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان» ، ومنهم أبي بن كعب قبض على شخص منهم كان يسرق من تمره وقال: لقد علمت الجن ما فيهم من هو أشد مني، ومنهم معاذ بن جبل لما جعله النبي صلى الله عليه وسلم على صدقة المسلمين فأتاه شيطان يسرق وتصور له بصور منها صورة فيل، فضبطه والتفت يداه عليه وقال له: يا عدو الله فشكا له الفقر وأخبره أنه من جن نصيبين، وأنهم كانت لهم المدينة فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أخرجهم منها، وسأله أن يخلي عنه على أن لا يعود، ومنهم بريدة، ومنهم أبو أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه، ومنهم زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه، ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه صارع الشيطان فصرعه عمر، ومنهم عمار بن ياسر قاتل الشيطان فصرعه عمار وأدمى أنف الشيطان بحجر ذكر ذلك البيهقي في الدلائل،

الخصائص الكبرى (٢/ ١٦٩-١٧٤)=(٢/١٦٦-١٧١): ذكر المعجزات في رؤية أصحابه الجن وسماع كلامهم مما لم يتقدم ذكره:

أخرج البخاري والنسائي من طريق ابن سيرين عن أبي هريرة قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة فخليت عنه فأصبحت فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله قال أما أنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته وخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته وخليت سبيله قال أما أنه قد كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته وقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرار تزعم أنك لا تعود ثم تعود فقال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها إذا آويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي حتى تختمها فأنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك الشيطان حتى تصبح فأصبحت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال أما أنه صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة قلت لا قال ذلك الشيطان

وأخرج النسائي وابن مردويه وأبو نعيم من طريق أبي المتوكل الناجي عن أبي هريرة أنه كان معه مفتاح بيت الصدقة وكان فيه تمر فذهب يوما يفتح الباب فوجد التمر قد أخذ منه ملء كف ودخل يوما آخر فإذا قد أخذ منه ملء كف ثم دخل يوما ثالثا فإذا قد أخذ منه مثل ذلك فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تحب أن تأخذ صاحبك هذا قال نعم قال فإذا فتحت الباب فقل سبحان من سخرك لمحمد فذهب ففتح الباب وقال سبحان من سخرك لمحمد فإذا هو قائم بين يديه قال يا عدو الله أنت صاحب هذا قال نعم دعني فإني لا أعود ما كنت آخذا إلا لأهل بيت من الجن فقرأ فخلى عنه ثم عاد الثانية ثم الثالثة فقلت أليس قد عاهدتني أن لا تعود لا أدعك اليوم حتى اذهب بك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تفعل وأعلمك كلمات إذا أنت قلتها لم يقربك أحد من الجن آية الكرسي۔

وأخرج البخاري في تاريخه والطبراني والبيهقي وأبو نعيم بسند رجاله موثوقون عن معاذ بن جبل قال ضم إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر الصدقة فجعلته في غرفة لي فكنت أجد فيه كل يوم نقصانا فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي هو عمل الشيطان فأرصده فرصدته ليلا فلما ذهب هوي من الليل أقبل على صورة الفيل فلما انتهى إلى الباب دخل من خلل الباب على غير صورته فدنا من التمر فجعل يلتقمه فشددت على ثيابي فتوسطته فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله يا عدو الله وثبت إلى تمر الصدقة فأخذته وكانوا أحق به منك لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاهدني أن لا يعود فغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل أسيرك قلت عاهدني أن لا يعود قال إنه عائد فارصده فرصدته الليلة الثانية فصنع مثل ذلك وصنعت مثل ذلك فعاهدني أن لا يعود فغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال إنه عائد فرصدته الليلة الثالثة فصنع مثل ذلك فقلت يا عدو الله عاهدتني مرتين وهذه الثالثة فقال لي إني ذو عيال وما أتيتك إلا من نصيبين ولو أصبت شيئا دونه ما أتيتك ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بعث صاحبكم فلما نزلت عليه آيتان نفرنا منها فوقعنا بنصيبين ولا يقرآن في بيت إلا لم يلج فيه الشيطان ثلاثا فإن خليت سبيلي علمتكهما قلت نعم قال: آية الكرسي وآخر سورة البقرة {آمن الرسول} إلى آخرها فخليت سبيله ثم غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال صدق وهو كذوب.

وأخرج البيهقي عن بريدة قال كان لي طعام فتبينت فيه النقصان فكنت في الليل فإذا غول قد سقطت عليه فقبضت عليها فقلت لا أفارقك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أعود إمرأة كثيرة العيال لا أعود فحلفت لي فخليتها فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال كذبت وهي كذوب فجاءت الثانية فأخذتها فقالت لي كما قالت في الأولى وحلفت أن لا تعود فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال كذبت وهي كذوب فجاءت الثالثة فأخذتها فقالت ذرني حتى أعلمك شيئا إذا قلته لم يقرب متاعك أحد منا إذا آويت إلى فراشك فاقرأ على نفسك ومالك آية الكرسي فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال صدقت وهي كذوب.

وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه وأبو نعيم عن أبي أيوب الأنصاري أنه كان في سهوة له وكانت الغول تجيء فتأخذ فشكاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا رأيتها فقل بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت فقال لها فأخذها فقالت لا أعود فأرسلها فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما فعل أسيرك قال أخذتها فقالت إني لا أعود فأرسلتها فقال إنها عائدة فأخذتها مرتين أو ثلاثا كل ذلك تقول لا أعود ويقول النبي صلى الله عليه وسلم إنها عائدة فقالت في الثالثة أرسلني وأعلمك شيئا تقوله فلا يقربك شيء آية الكرسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقت وهي كذوب۔

وأخرج أبو نعيم من وجه آخر عن أبي أيوب قال كان لي تمر في سهوة لي فجعلت أراه ينقص فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك ستجد فيه غدا هرة.

فقل أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان الغد وجدت فيه هرة فقلت أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحولت عجوزا فذكر الحديث.

وأخرجه الحاكم من وجه آخر عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبيه أن أبا أيوب كانت له سهوة فذكره.

وأخرجه من وجه ثالث عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نازلا على أبي أيوب في غرفة وكان طعامه في سلة في المخدع فكنت تجيء من الكوة هيئة السنور تأخذ الطعام من السلة فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تلك الغول فإذا جاءت فقل عزم عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تبرحي فجاءت فقال لها ذلك قالت دعني فو الله لا أعود وذكر تتمة الحديث

وأخرج الطبراني وأبو نعيم بسند جيد عن أبي أسيد الساعدي أنه قطع تمر حائطه فجعله في غرفة فكانت الغول تخالفه إلى مشربته فتسرق تمره وتفسده عليه فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تلك الغول يا ابا أسيد فاستمع عليها فإذا سمعت اقتحامها فقل بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل فقالت الغول يا أبا أسيد إعفني أن تكلفني أن اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطيك موثقا من الله أن لا أعود وأدلك على آية تقرؤها على إنائك ولا يكشف غطاؤه آية الكرسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقت وهي كذوب.

وأخرج أبو يعلى والحاكم وصححه والبيهقي وأبو نعيم عن أبي بن كعب أنه كان له جرين فيه تمر فكان يتعاهده فوجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم قال فسلمت فرد علي السلام فقلت ما أنت أجني أم أنسي قال جني قلت ناولني يدك فناولني فإذا يد كلب وشعر كلب قلت هكذا خلق الجن قال قد علمت الجن إن ما فيهم أشد مني قلت ما حملك على ما صنعت قال بلغنا أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك قلت فما الذي يجيرنا منكم قال آية الكرسي فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال صدق الخبيث.

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي إسحاق قال خرج زيد بن ثابت ليلا إلى حائط له فسمع فيه جلبة فقال ما هذا قال رجل من الجان أصابتنا السنة فأردت أن أصيب من ثماركم فطيبوه لنا قال نعم ثم قال زيد بن ثابت ألا تخبرنا بالذي يعيذنا منكم قال آية الكرسي.

وأخرج أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي والطبراني والبيهقي وأبوة نعيم عن ابن مسعود أن رجلا لقي شيطانا في سكة من سكك المدينة فصارعه فصرعه فقال دعني وأخبرك بشيء يعجبك فودعه فقال هل تقرأ سورة البقرة قال نعم قال فإن الشيطان لا يسمع منها بشيء إلا أدبر وله خبج كخبج الحمار فقيل لابن مسعود من ذاك الرجل قال عمر بن الخطاب الخبج بفتح الخاء المعجمة والموحدة وجيم الضراط.

وأخرج الطبراني بسند حسن عن سديسة مولاة حفصة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه).

وأخرج أبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم عن علي بن أبي طالب قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقال لعمار انطلق فاستق لنا من الماء فانطلق فعرض له شيطان في صورة عبد أسود فحال بينه وبين الماء فصرعه عمار فقال له دعني وأخلي بينك وبين الماء ففعل ثم أتى فأخذه عمار الثانية فصرعه فقال دعني وأخلي بينك وبين الماء ففعل ثم اتى فأخذه عمار الثالثة فصرعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان قد حال بين عمار وبين الماء في صورة عبد أسود وأن الله أظفر عمارا به قال علي فتلقينا عمارا فأخبرناه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما والله لو شعرت أنه شيطان لقتلته.

وأخرج البيهقي وصححه وأبو نعيم عن عمار بن ياسر قال أرسلني النبي صلى الله عليه وسلم إلى بئر فلقيت الشيطان في صورة الإنس فقاتلني فصرعته ثم جعلت أدقه بفهر معي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقي عمار الشيطان عند البئر فقاتله فما عدا أن رجعت فأخبرته قال ذاك الشيطان قال البيهقي ويؤيده قول أبي هريرة لأهل العراق.

وأخرج ابن سعد وابن راهوية في مسنده عن عمار قال قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنس والجن قلنا كيف قاتلت الجن قال نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنه سيأتيك آت يمنعك عن الماء فلما كنت على رأس البئر إذا رجل أسود كان مرس فقال والله لا تسقي اليوم منها ذنوبا واحدا فأخذته وأخذني فصرعته ثم أخذت حجرا فكسرت به أنفه ووجهه ثم ملأت قربتي فأتيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل أتاك على الماء من أحد فأخبرته قال ذاك الشيطان.

وأخرج البيهقي عن ابن عمر قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من أقبح الناس وجها وأقبحه ثيابا وأنتنه ريحا حاف يتخطى رقاب الناس حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من خلقك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله قال خلق السماء قال الله قال من خلق الأرض قال الله قال من خلق الله فقال سبحان الله وأمسك بجبهته وطأطأ رأسه وقام الرجل فذهب فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فقال علي بالرجل فطلبناه فكأن لم يكن فقال هذا إبليس جاء يشكككم في دينكم.

حياة الحيوان (١/ ٢٤٢): وفي كتاب «خير البشر بخير البشر» للامام العلامة محمد بن ظفر، عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وهو بمكة: «من أحب منكم أن يحضر الليلة أمر الجن فلينطلق معي فانطلقت معه، حتى إذا كنا بأعلى مكة خط إلي خطا، ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن، فغشيه اسودة كثيرة وحالت بيني وبينه، حتى ما أسمع صوته ثم انطلقوا يتقطعون كما يتقطع السحاب ذاهبين حتى بقي منهم رهط، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

ما فعل الرهط؟ قلت: هم أولئك يا رسول الله. قال: فأخذ عظما وروثا فأعطاهم إياه ونهى أن يستطيب أحد بعظم أو روث». وفي اسناده ضعف، وفيه أيضا عن بلال بن الحارث رضي الله عنه، قال: نزلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره بالعرج، فتوجهت نحوه فلما قاربته سمعت لغطا وخصومة رجال، لم أسمع لغة أحد من ألسنتهم، فوقفت حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فقال: «اختصم إلي الجن المسلمون والجن المشركون، وسألوني أن أسكنهم فأسكنت المسلمين الجلس، وأسكنت المشركين الغور» . وكل مرتفع من الأرض جلس ونجد وكل منخفض غور.

وفيه أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه، عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وخبر السماء فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم قالوا حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب. فقالوا: ما ذاك إلا من شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فالتقى الذين أخذوا نحو تهامة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ، «وهو صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن أنصتوا له، وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، ورجعوا إلى قومهم فقالوا: إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً  الآيتين. وهذا الذي ذكره ابن عباس رضي الله عنهما أول ما كان من أمر الجن مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم رآهم إذ ذاك، إنما أوحيي إليه بما كان منهم. وفيه أيضا، وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ذات ليلة، ففقدناه فالتمسناه، في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير أو اغتيل فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء فقلنا: يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم! فقال صلى الله عليه وسلم: «أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال: فانطلق بنا فأرانا آثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه، تأخذونه فيقع في أيديكم أوفر ما كان لحما، وكل بعر علف لدوابكم» . ثم قال صلى الله عليه وسلم: «فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم» .

وروى الطبراني بإسناد حسن، عن الزبير بن العوام رضي الله عنه، قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة الصبح، في مسجد المدينة، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيكم يتبعني إلى وفد الجن الليلة» فسكت القوم ولم يتكلم منهم أحد. قال ذلك ثلاثا، فمر بي يمشي فأخذ بيدي فجعلت أمشي معه حتى تباعدت عنا جبال المدينة كلها، وأفضينا إلى أرض براز وإذا رجال طوال كأنهم الرماح متدثري ثيابهم من بين أرجلهم فلما رأيتهم، غشيتني رعدة شديدة، حتى ما تمسكني رجلاي، من الفرق، فلما دنونا منهم خط لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بابهام رجله في الأرض خطا وقال لي «اقعد في وسطه» فلما جلست ذهب عني كل شيء كنت أجده من ريبة، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينهم فتلا قرآنا رفيعا، حتى طلع الفجر، ثم أقبل صلى الله عليه وسلم حتى مر بي فقال: «الحق بي» فجعلت أمشي معه فمضينا غير بعيد، فقال صلى الله عليه وسلم لي: «التفت فانظر هل ترى حيث كان أولئك من أحد؟» فالتفت فقلت: يا رسول الله سوادا كثيرا فخفض رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى الأرض فنظر عظما وروثة «فرمى بهما إليهم» ثم قال صلى الله عليه وسلم: «هؤلاء وفد جن نصيبين سألوني الزاد فجعلت لهم كل عظم وروثة» . قال الزبير رضي الله عنه: فلا يحل لأحد أن يستنجي بعظم ولا روثة. وروي أيضا عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: استتبعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقال: «إن نفرا من الجن خمسة عشر، بنو اخوة وبنو عم، يأتون الليلة فأقرأ عليهم القرآن» . فانطلقت معه إلى المكان الذي أراد فجعل لي خطا ثم أجلسني فيه، وقال: «لا تخرج من هذا» فبت فيه حتى أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع السحر، وفي يده عظم حائل وروثة وخمة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت الخلاء فلا تستنج بشيء من هذا» قال: فلما أصبحت قلت: لأعلمن حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهبت فرأيت موضع سبعين بعيرا. وروى الشافعي والبيهقي أن رجلا من الأنصار رضي الله عنهم، خرج يصلي العشاء فسبته الجن وفقد أعواما، وتزوجت زوجته. ثم أتى المدينة فسأله عمر رضي الله عنه، عن ذلك، فقال: اختطفتني الجن، فلبثت فيهم زمانا طويلا، فغزاهم جن مؤمنون وقاتلوهم، فأظفرهم الله عليهم، وسبوا منهم سبايا وسبوني معهم، فقالوا: تراك رجلا مسلما، ولا يحل لنا سباؤك، فخيروني بين المقام عندهم والقفول إلى أهلي؟ فاخترت أهلي فأتوا بي إلى المدينة فقال له عمر رضي الله عنه: ما كان طعامعهم؟ قال: الفول وكل ما لم يذكر اسم الله عليه.

قال: فما كان شرابهم؟ قال: الجدف. وهو الرغوة، لأنها تجدف عن الماء، وقيل: نبات يقطع ويؤكل، وقيل كل إناء كشف عنه غطاؤه. وأما الاجماع فنقل ابن عطية وغيره الاتفاق على أن الجن متعبدون بهذه الشريعة على الخصوص، وأن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الثقلين، فإن قيل: لو كانت الأحكام بجملتها لازمة لهم لكانوا يترددون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يتعلموها، ولم ينقل أنهم أتوه إلا مرتين بمكة، وقد تجدد بعد ذلك أكثر الشريعة قلنا: لا يلزم من عدم النقل عدم اجتماعهم به، وحضوره مجلسه وسماعهم كلامه، من غير أن يراهم المؤمنون، ويكون هو صلى الله عليه وسلم يراهم، ولا يراهم أصحابه، فإنه تعالى يقول عن رأس الجن: إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ فقد يراهم صلى الله عليه وسلم بقوة يعطيها الله له زائدة على قوة أصحابه، وقد يراهم بعض الصحابة في بعض الأحوال كما رأى أبو هريرة رضي الله عنه الشيطان الذي أتاه ليسرق من زكاة رمضان.

كما رواه البخاري فإن قيل: ما تقول فيما حكي عن بعض المعتزلة انه ينكر وجود الجن؟ قلنا عجيب أن يثبت ذلك عمن يصدق بالقرآن، وهو ناطق بوجودهم. وروى البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ان عفريتا من الجن تفلت عليّ البارحة، يريد أن يقطع عليّ صلاتي فذعته، بالذال المعجمة والعين المهملة، أي خنقته، وأردت أن أربطه في سارية من سواري المسجد، فذكرت قول أخي سليمان، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن بالمدينة جنا قد أسلموا وقال: لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة» .

فتح الباري لابن حجر (٢٣١١): قوله ذاك شيطان كذا للجميع أي شيطان من الشياطين ووقع في فضائل القرآن ذاك الشيطان واللام فيه للعهد الذهنى وقد وقع أيضا لأبي بن كعب عند النسائي وأبي أيوب الأنصاري عند الترمذي وأبي أسيد الأنصاري عند الطبراني وزيد بن ثابت عند بن أبي الدنيا قصص في ذلك إلا أنه ليس فيها ما يشبه قصة أبي هريرة إلا قصة معاذ بن جبل التي ذكرتها وهو محمول على التعدد ففي حديث أبي بن كعب أنه كان له جرن فيه تمر وأنه كان يتعاهده فوجده ينقص فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم فقلت له أجني أم إنسي قال بل جني وفيه أنه قال له بلغنا أنك تحب الصدقة وأحببنا أن نصيب من طعامك قال فما الذي يجيرنا منكم قال هذه الآية آية الكرسي فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال صدق الخبيث وفي حديث أبي أيوب أنه كانت له سهوة أي بفتح المهملة وسكون الهاء وهي الصفة فيها تمر وكانت الغول تجيء فتأخذ منه فشكى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا رأيتها فقل بسم الله أجيبي رسول الله فأخذها فحلفت أن لا تعود فذكر ذلك ثلاثا فقالت إني ذاكرة لك شيئا آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره الحديث وفي حديث أبي أسيد الساعدي أنه لما قطع تمر حائطه جعلها في غرفة وكانت الغول تخالفه فتسرق تمره وتفسده عليه فذكر نحو حديث أبي أيوب سواء وقال في آخره وأدلك على آية تقرؤها في بيتك فلا يخالف إلى أهلك وتقرؤها على إنائك فلا يكشف غطاؤه وهي آية الكرسي ثم حلت استها فضرطت الحديث وفي حديث زيد بن ثابت أنه خرج إلى حائطه فسمع جلبة فقال ما هذا قال رجل من الجن أصابتنا السنة فأردت أن أصيب من ثماركم قال له فما الذي يعيذنا منكم قال آية الكرسي قوله وهو كذوب من التتميم البليغ الغاية في الحسن لأنه أثبت له الصدق فأوهم له صفة المدح ثم استدرك ذلك بصفة المبالغة في الذم بقوله وهو كذوب.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري (٢٣١١): وقد وقع مثل حديث أبي هريرة لمعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وأبي أيوب الأنصاري وأبي أسيد الأنصاري، وزيد بن ثابت، رضي الله تعالى عنهم.

أما حديث معاذ بن جبل، فقد رواه الطبراني عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح بإسناده إلى بريدة. قال: بلغني أن معاذ بن جبل أخذ الشيطان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته فقلت: بلغني أنك أخذت الشيطان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، ضم إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تمر الصدقة فجعلته في غرفة لي، فكنت أجد فيه كل يوم نقصانا، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: هو عمل الشيطان، فارصده، قال: فرصدته ليلا، فلما ذهب هوى من الليل أقبل على صورة الفيل، فلما انتهى إلى الباب دخل من خلل الباب على غير صورته، فدنا من التمر فجعل يلتقمه، فشددت على ثيابي فتوسطته، فقلت: أشهد أن لا إلاه إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، يا عدو الله، وثبت إلى تمر الصدقة فأخذته وكانوا أحق به منك؟ لأرفعنك إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيفضحك، فعاهدني أن لا يعود، فغدوت إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: ما فعل أسيرك؟ فقلت: عاهدني أن لا يعود. قال: إنه عائد، فارصده. فرصدته الليلة الثانة، فصنع مثل ذلك، وصنعت مثل ذلك، وعاهدني أن لا يعود، فخليت سبيله، ثم غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخبره فإذا مناديه ينادي: أين معاذ؟ فقال لي: يا معاذ! ما فعل أسيرك؟ قال: فأخبرته، فقال لي: إنه عائد فارصده، فرصدته الليلة الثالثة فصنع مثل ذلك، وصنعت مثل ذلك، فقال: يا عدو الله عاهدتني مرتين وهذه الثالثة، لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفضحك، فقال: إني شيطان ذو عيال، وما أتيتك إلا من نصيبين، ولو أصبت شيئا دونه ما أتيتك، ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بعث صاحبكم، فلما نزل عليه آيتان أنفرتانا منها، فوقعنا بنصيبين، ولا تقرآن في بيت إلا لم يلج فيه الشيطان ثلاثا، فإن خليت سبيلي علمتكهما. قلت: نعم. قال: آية الكرسي وخاتمة سورة البقرة أمن الرسول إلى آخرها، فخليت سبيله ثم غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخبره فإذا مناديه ينادي: أين معاذ بن جبل؟ فلما دخلت عليه قال لي: ما فعل أسيرك؟ قلت: عاهدني أن لا يعود، وأخبرته بما قال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق الخبيث وهو كذوب. قال: فكنت أقرؤهما عليه بعد ذلك فلا أجد فيه نقصانا.

وأما حديث أبي بن كعب، رضي الله تعالى عنه، فقد رواه أبو يعلى الموصلي: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا مبشر عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبدة بن أبي لبابة عن عبد الله ابن أبي بن كعب أن أباه أخبره أنه: كان له جرن فيه تمر، فكان يتعاهده فوجده ينقص، قال: فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم، قال: فسلمت فرد علي السلام، قال: فقلت: أنت جني أم أنسي؟ قال: جني. قال: قلت: ناولني يدك. قال: فناولني فإذا يده يد كلب وشعر كلب، فقلت: هكذا خلق الجن؟ قال: لقد علمت الجن ما فيهم أشد مني. قلت: فما حملك على ما صنعت؟ قال: بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك. قال فقال له أبي: فما الذي يجيرنا منكم؟ قال: هذه الآية، آية الكرسي، ثم غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق الخبيث) . ورواه الحاكم في (مستدركه) ، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ورواه ابن حبان في (صحيحه) والنسائي وغيرهم.

وأما حديث أبي أيوب الأنصاري، رضي الله تعالى عنه، فرواه الترمذي في (فضائل القرآن) : (حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن أخيه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب الأنصاري أنه كانت له سهوة فيها تمر، فكانت تجيء فتأخذ منه الغول، قال: فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إذهب فإذا رأيتها فقل: بسم الله، أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذها فحلفت أن لا تعود، فأرسلها فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفت أن لا تعود، فقال: كذبت وهي معاودة للكذب. قال: فأخذها مرة أخرى فحلفت أن لا تعود، فأرسلها، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفت أن لا تعود. فقال: كذبت وهي معاودة للكذب، فأخذها فقال: ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني ذاكرة لك شيئا، آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره، فجاء إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: ما فعل أسيرك؟ فأخبره بما قالت. قال: صدقت وهي كذوب) ، وهذا حديث حسن غريب.

وأما حديث أبو سعيد الأنصاري فرواه الطبراني من حديث مالك بن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه عن جده أبي أسيد الساعدي الخزرجي، وله بئر في المدينة، يقال لها: بئر بضاعة، قد بصق فيها النبي، صلى الله عليه وسلم، فهي ينشر بها ويتيمن بها، قال: فقطع أبو أسيد تمر حائطه فجعلها في غرفة، وكانت الغول تخالفه إلى مشربته فتسرق تمره وتفسده عليه، فشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إذا قال تلك الغول: يا أبا أسيد، فاستمع عليها، فإذا سمعت اقتحامها، فقل: بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت الغول: يا أبا أسيد اعفني أن تكلفني أن أذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطيك موثقا من الله أن لا أخالفك إلى بيتك ولا أسرق تمرك، وأدلك على آية تقرؤها في بيتك فلا تخالف إلى أهلك، وتقرؤها على إنائك ولا تكشف غطاءه، فأعطاه الموثق الذي رضي به منها، فقالت: الآية التي أدلك عليها آية الكرسي، ثم حكت أستها تضرط، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه القصة حيث ولت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (صدقت وهي كذوب) .

وأما حديث زيد بن ثابت، رضي الله تعالى عنه، فرواه ابن أبي الدنيا، وفيه: أنه خرج إلى حائطه فسمع جلبة فقال: ما هذا؟ قال رجل من الجن: أصابتنا السنة فأردت أن أصيب من ثماركم. قال له: ما الذي يعيذنا منكم؟ قال: آية الكرسي.

قوله: (جرن) ، بضمتين جمع: جرين، بفتح الجيم وكسر الراء، وهو موضع تحفيف التمر. قوله: (سهوة) ، بفتح السين المهملة وسكون الهاء وفتح الواو، وهي: الطاق في الحائط يوضع فيها الشيء، وقيل: هي الصفة، وقيل: المخدع بين البيتين، وقيل: هي شبيه بالرف، وقيل: بيت صغير كالخزانة الصغيرة. قوله: (الغول) ، بضم الغين المعجمة، وهو شيطان يأكل الناس، وقيل: هو من يتلون من الجن. قوله: (أبو أسيد) ، بضم الهمزة وفتح السين، واسمه: مالك بن ربيعة. قوله: (ينشر بها) من النشرة، وهي ضرب من الرقية والعلاج يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن، سميت نشرة لأنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء أي: يكشف ويزال.

تفسير ابن كثير (سورة الجن، آية: ٦): وقوله: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، حدثنا الزبير بن الخريت، عن عكرمة قال: كان الجن يفرقون من الإنس كما يفرق الإنس منهم أو أشد، وكان الإنس إذا نزلوا واديا هرب الجن، فيقول سيد القوم: نعوذ بسيد أهل هذا الوادي.

فقال الجن: نراهم يفرقون منا كما نفرق منهم. فدنوا من الإنس فأصابوهم بالخبل والجنون، فذلك قول الله: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}
Доволен я Аллахом как Господом, Исламом − как религией, Мухаммадом, ﷺ, − как пророком, Каабой − как киблой, Кораном − как руководителем, а мусульманами − как братьями.